الإدارة و تنمية الموارد البشرية

منذ 8 Years-ago

إعداد : العامل عدنان يوسف ابش

مقدمة :

إذا أمعنا النظر في قصةِ آدم وحواء عليهما السلام ، نجد أنهما مارسا العملية الإدارية وهم في الجنةِ وقبلَ هبوطهما إلى الأرضِ ، فالقرآن الكريم يخبرنا " فأكلا منها فبدتْ لهمُا سوءاتهما وطفقا يخصفانِ عليهما مِن وَرَقِ الجنَّةِ، وعصى آدمُ ربَّه فغوى " سورة طه الآية 124

، هُناك أمرٌ يُمكنُ لنا أن نستنتجه : وهو أنَّ آدم وحواء عليهما السلام اتخذا قرارين :

الأوّل : يتمثل في قرار الأكل من الشجرة ،

الثاني : يتمثل في قرار القيام بعملية التغطية على العورة ،

ومن هنا ندرك أن  عملية اتخاذ القرارات مِن صلبِ العملية الإدارية .

و قَدْ تركَ لنا الأوائل شواهدَ ودلائلَ على ممارستِهم للعمليةِ الإداريةِ ، فمِن ذلكَ ما تركته الحضارات القديمة من معمار يدلُّ بحقٍّ على أنَّه لا يُمكن إنشاءها بدون الإدارة السليمة للموارد وعلى رأس هذه الشواهد الأهرامات ، كما قامت إمبراطوريات غطت مساحاتٍ واسعةٍ من المعمورة لا يمكن لها أن تعمر المدد التي عمرتها دون إدارة جيدة لجوانبها المتعددة كالجيش ، والبريد ، والولاة .

يعود تقدم الأمم إلى الإدارة الموجودة فيها , فالإدارة هي المسئولة عن نجاح المنظمات داخل المجتمع, لأنها قادرة على استغلال الموارد البشرية و المادية بكفاءة عالية و فاعلية .

فهناك العديد من الدول التي تملك الموارد المالية و البشرية و لكن لنقص الخبرة الإدارية بقيت في موقع متخلف .

كما يمكن أن يقال : إن نجاح خطة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تحقيقها لأهدافها لا يمكن أن تتم إلا بحسن استخدام الموارد المتاحة المادية و البشرية .

وكذلك نجاح المشروعات المختلفة في جميع الأنشطة الاقتصادية الزراعية و الصناعية والخدماتية , و لا شك بان استخدام الموارد المتاحة  دون إسراف أو تقصير يتوقف أساسا على كفاية الإدارة في مجالات النشاطات المختلفة , كما أن نجاح المشروعات و تحقيقها لأهدافها الموضحة في خطة عملها يتوقف على كفاية إدارتها , و من هنا نجد أن نجاح خطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية مرتبط بمستوى الكفاية الإدارية في المشروعات المختلفة داخل الدول . و خلال الحديث عن التنمية و الإدارة فان البلدان النامية تواجه كثيرا من المشكلات الإدارية التي تحتاج إلى قدرة و كفاءة إدارية لمواجهتها و التصدي لها و حلها , حتى يمكن أن تحقق أهداف التنمية المرغوبة .

واستطرادا" فان الإدارة مهارة وقدرة وخبرة للأفراد وسمة حضارية للمجتمع , وضرورة لتطوير الشركات والمؤسسات والمشاريع ونجاحها .



 

مفهوم الإدارة :

     بدأت ممارسة الإدارة مع وجود الإنسان لحل المشكلات الأسرية , فالمجتمعات في العصور القديمة وان كانت تتسم بالبساطة , فقد كانت بحاجة إلى تنظيم العلاقات بين أفرادها لتحقيق أهداف محددة , وظهرت الإدارة في القديم بوصفها تطبيقات إدارية ورقابة في الحضارة المصرية , وظهر التنظيم في الحضارة الصينية وتفويض السلطة في الإمبراطورية الرومانية والتخصص واختيار الموظفين في الحضارة اليونانية .

تطور مفهوم الإدارة مع بداية القرن العشرين, وأصبح علما" قائما" بحد ذاته له مقوماته كغيره من العلوم من النظريات والتجارب والدراسات , وفي الوقت ذاته أصبحت مهارة" وفنا" , لأنها تعتمد على القدرات الإبداعية والمهارات و المواهب الذاتية لتحقيق أعلى إنتاجية وانسجام بين العاملين , وأقل تكلفة ووقت لانجاز العمل , فالإداري مسؤول عن نفسه وعن العاملين معه والمرؤوسين له , وتقف الإدارة وراء كل نشاط جماعي ونتائجه , وتهتم كذلك بتطوير أداء الأفراد المشاركين بانجاز الأعمال المطلوبة والتركيز على تحقيق العمل , وبمدى كفاءة الإدارة وقدراتها على تحقيق أهدافها من خلال الأفراد .

يمكن تعريف الإدارة على أنها علم ومهارة وفن , فهي علم بوصفها مجموعة متكاملة من الأسس والمفاهيم والمبادئ العملية , وتقوم على توظيف منهاج البحث العلمي لاستكشاف نظريتها .

 

ميزات الإدارة وأهدافها :

    تتميز الإدارة بسعة انتشارها والحاجة إليها في كل الميادين , فهي عملية مستمرة مع استمرار العمل من خلال تنسيق الجهود البذولة وضمان التفاعل والتعاون بين أجراء العمل الادارى بغية تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة بأقل تكلفة وأقصر وقت وأفضل إنتاج , وتوفير الخدمات للمواطنين , وهذا يتطلب إيجاد مجموعة من الخبراء والاختصاصين والمستشارين في مجالات العمل الادارى والاقتصادي والفني .

  • استخدام الأسلوب العلمي في التوصل إلى حلول للمشاكل .

  • اختيار العاملين حسب قدراتهم وخبراتهم .

  • الاهتمام بتدريب العاملين .

  • اعتماد مبدأ التخصص في العمل .

  • تفويض السلطات .

ولا بد لكل إداري من أن يمتلك مهارات عدة تجعل منه إداريا" ناجحا" كالرؤية الشمولية والقدرة على التعامل مع الآخرين والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة .

من وظائف الإدارة :

  • التخطيط :

يعد التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى , وهو عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأعمال التي سيقوم بها الأفراد والإدارات ,

كما يضمن التخطيط والوصول إلى النتائج المطلوبة من خلال :

  • تحديد الموارد المطلوبة .

  • تحديد أعداد الموظفين المطلوبين ونوعهم .

  • تطوير البيئة التنظيمية حسب الأعمال التي يتم انجازها .

  • تحديد المستويات القياسية في كل مرحلة .

ومن ميزات التخطيط أنه ضرورة لكل أعمال المشروع وله أسبقية على بقية عناصر الإدارة , وهو يقيد عناصر الوظيفة الإدارية بالخطة المقررة لتحقيق أهداف المشروع ضمن الوقت المقرر والتكاليف وتخفيض النفقات في الإدارة والتنفيذ للحد من الهدر .

التنظيم :

     هو الإطار الذي يتم بموجبه ترتيب جهود جماعة من الأفراد , وتنسيقها في سبيل تحقيق أهدف محددة , وهناك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم تتمثل :

  • بتحديد أنشطة العمل .

  • تصنيف أنواع الأعمال المطلوبة .

  • تفويض العمل لأشخاص آخرين مع إعطائهم قدرا" من السلطة .

  • وتصميم مستويات اتخاذ القرار .

وللتنظيم عدة فوائد , منها توزيع الأعمال والوظائف على أسس موضوعية , والقضاء على الازدواجية في العمل من خلال تحديد وظيفة كل فرد , وتحديد العلاقات بين الأفراد من خلال تعريف كل فرد بدوره , وتدريب العاملين في المنشأة وتنمية قدراتهم .

 

التنسيق :

تقع على عاتق المدير مهمة الربط وتوزيع الأدوار بين عناصر الإدارة الواحدة , عن طريق إشراك المرؤوسين في وضع الخطط أو في اتخاذ القرارات ... ويمكن أن يكون التنسيق بين الإدارة والسلطة السياسية والهيئات المحلية والجماعات ذات المصلحة والإدارة والفروع .

الاتصال :

    تتم عملية الاتصال باتجاهين :

الأول من قبل المدير عن طريق إعلام المرؤوسين بما تم تنفيذه والتعديلات التي تفرضها المستجدات والصعوبات التي تعترض تنفيذ مشروع , وتهدف إلى تزويد العاملين بالمعلومات اللازمة لتنفيذ الأعمال المطلوبة منهم بشكل يكفل التنسيق والانجاز والرضا .

والثاني من قبل المرؤوسين عن طريق إعلام المدير بكل ما يتعلق بعملية التنفيذ .

 

الرقابة :

    هي الوظيفة الإستراتيجية الحساسة داخل الكيان الإدارة , لأنها تتعلق بالتخطيط والتنظيم وتحديد المسؤولية , وتهدف الرقابة إلى متابعة تنفيذ الخطط وضمان منعها من الانحراف , وبلوغ الأهداف المنشودة والكشف عما إذا كان كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعية , والإرشادات والأوامر الصادرة , والمبادئ والأصول المقررة والمحاسبة .

 

بعد أن تعرفنا على الإدارة وميزاتها وأهدافها ووظائفها لابد من التعرف على الإدارة الحديثة وعلاقتها بتنمية الموارد البشرية :

  1. إن الإدارة هي ممارسة الأعمال وإدارتها ضمن البيئة التنظيمية ( شركة , مؤسسة , منظمة  , مديرية )  فما تحققه من نتائج هو الذي يبين فعاليتها من عدمه , فالتخلف الإداري يعيق أي نمو أو تطور في أية دولة والدولة الحديثة تحتاج إلى إدارة حديثة , فكما الدولة الحديثة هي دولة مؤسسات فالإدارة الحديثة هي إدارة هذه المؤسسات بفعالية وقدرة على تأمين جميع المستلزمات اللازمة لعملية التنمية المستدامة والشاملة فالنهوض بعمليات التطوير والتحديث يتطلب التحلي بفكر متطور وحديث , فالشركة تكون قوية بمقدار التدريب والتحديث الذي تحققه للكوادر البشرية , فالإدارة هي القدرة على تحقيق الأهداف وبالتالي القدرة على تنمية ذاتها بشكل متجدد ومستمر وترويض مقاومة التغيير وبالتالي القدرة على تأمين متطلبات النمو المنشود الذي ينشده أي مجتمع ولتحقيق  تنمية شاملة تستخدم لأجلها الموارد المتوفرة بنشاط هادف إرادي لتحقيق نتائج مرسومة ومرجوة باستخدام الطاقات المتاحة ضمن الظروف المفروضة بمعنى الحاجة الماسة إلى الإدارة المتوازنة والكفوءة التي تستطيع جعل الشركات نشيطة قادرة على الخلق الإبداع ونشر القيم الحضارية للوظائف , وللتنمية الشاملة مجموعة من المحاور وصولاً إلى غايتنا المنشودة والتي هي الإدارة الحديثة ..... هذه المحاور هي :

  1. المحور الاقتصادي : ولهذا المحور اتجاهات متعددة فمن المعروف أن أوروبا نمت من خلال تنمية الصناعة الدفاعية التي انتقلت إلى الصناعة المدنية من خلال الإطار الأمني الذي أدى إلى تنمية الصناعة المدنية وتحقيق تنمية اقتصادية ولكن بإدارة هذه العملية بفعالية وقدرة , فالنظام الاقتصادي هو مجموعة من الشركات والمؤسسات والقرارات الاقتصادية التي تتخذ في مواجهة المشكلة الاجتماعية للمجتمع والأطر الفلسفية والمنهجية والتنظيمية التي تتحدد وتنفذ القرارات المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج والتوزيع , وتختار النظم السياسية النظام الاقتصادي المنسجم مع توجهاتها السياسية , وتصنف الأنظمة الاقتصادية في العالم بشكل رئيسي إلى:

 

(1) - النظام الرأسمالي و الذي يتسم بالصفات والمميزات التالية :

  • حرية الملكية , الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وعناصره و التصرف في هذه الملكية .

  • حرية بالإنتاج وبالاستهلاك وبالتسويق .

  • عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية إلا في حدود ضيقة بما يكفل الحرية الاقتصادية و المنافسة و الملكية الخاصة .

  • سيادة المستهلك التي تعبر عن رغباته التي تحدد نوع و مستوى الإنتاج .

  • جهاز الثمن المتعلق بتغيير في رغبات المستهلكين الذي يترتب عليه تغيير في الأثمان للسلع .

(2)- النظام الاشتراكي الذي يتميز بـ :

  • الملكية العامة لوسائل الإنتاج و الإدارة الجماعية لها .

  • أهداف الإنتاج النجاح في تلبية الحاجات وليست بقصد تحقيق الربح .

  • التخطيط لعمليات الإنتاج و التسويق هو مركزي

(3) النظام المختلط يتميز بالملكية  الشخصية لعناصر الإنتاج .

كما في النظام الرأسمالي , ولكن مع  تدخل الدولة في ملكيتها لبعض عناصر الإنتاج والمشروعات الإنتاجية للقطاع العام .

 

(4) – النظام العالمي الجديد ( العولمة ) .

وهذا النظام يتسم بحرية كاملة لانتقال الأشخاص ورؤوس الأموال والسلع والتقانة والثقافة والمؤسسات والبضائع والأفكار والاتصالات وإزالة الحواجز الجمركية بدون أية قيود ضمن آلية حرية الأسواق مهما كان نوعها من جمركية إلى ضرائب ... الخ بمعنى إلغاء الدولة القومية في المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي وبالتالي فالدعامتين الأساسيتين هما المال والإعلام ,

وغالبا" ما يتم الخلط بين العولمة و الأمركة أي الهيمنة الأمريكية السياسية والعسكرية و الثقافية خصوصا" بعد أحداث 11 أيلول و السبب قد يكون تزامن قيام العولمة مع انهيار الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية مما ثبت غلبة الفكر الاقتصادي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية كقطب دولي أوحد , إضافة لتفوقها اقتصاديا" وتقانيا" وعسكريا" , فيصبح العالم خاضعا" لسلطة قوى السوق العالمية . فنسبة متزايدة من القرارات الاقتصادية والهامة منها أصبحت خاضعة لسلطة المديرين التنفيذيين في الشركات العملاقة الذين يهدفون إلى تعظيم أرباحهم , في حين القرارات السياسية مازالت خاضعة لسلطة الدولة القومية , يقال أن في هذا التناقض يكمن ضعف نظام العولمة الحالي إلا أن ذريعة أحداث 11 أيلول وفرت للإدارة الأمريكية ذريعة كافية لتتمرد على نموذج العولمة لتعيد النفوذ و التفوق إلى قرارات الدولة القومية ( الأمريكية ) على حساب الدول الأخرى وعلى حساب حرية التبادل المعولم , وهنا تبرز شرعية السؤال عن هوية المخططين و المحرضين و المشاركين في أحداث 11 أيلول في ضوء استغلالها لهذه الأحداث وما يلي من شواهد قد يلقي الضوء على ذلك :

  • وضع عراقيل و عوائق كثيرة أمام حرية انتقال الناس إلى الولايات المتحدة , والحد من نشاطهم وأيضا" الحد من سهولة انتقال التقانة إلى الغير.

  • الحواجز الإدارية للتصدير والاستيراد و المالية ( كالرسوم الجمركية ) وتسخير السياسات الاقتصادية لتحقق أغراض سياسية ( حرب الحديد و الصلب مع أوروبا ورفع الضرائب على الخشب من كندا ) .

  • التمرد على قرارات المنظمات الدولية , فالولايات المتحدة الأمريكية تتصرف كالإمبراطوريات الغابرة التي عفى عنها الزمن وأصبحت من الماضي المظلم .

ب. المحور الاجتماعي : الذي يتضمن التركيبة الاجتماعية و علاقاتها فيها بينما وتعتبر أحد الأسباب الرئيسية للاستقرار .

ج. المحور السياسي : وجود الأحزاب واتجاهاتها ومساهماتها في بناء الوطن .

د. المحور الثقافي : الفكر و الثقافة التي تغلب على المجتمع وخدمتها لمشروع الوطن .

هـ. المحور العلمي : المستوى العلمي في المدارس و المجامعات و الأبحاث و التقدم العلمي و التخطيط .

و.المحور العسكري : النظرية العسكرية و الصناعة العسكرية التي ترفد القطاع المدني وكذا أبحاث العلوم التطبيقية و الإستراتيجية العسكرية للدولة .

ن. المحور التشريعي : توافقها مع حاجة الشعب وتأمين خدمات له ولحل مشكلاته وتشجيعه .

ز. المحور القضائي : القوانين و القضاء وقوته وقدرته .

ط. المحور الإداري : العملية الإدارية التي هي عملية تدخل جادة وشاملة وهادفة تسعى لجعل عمليات الإدارة وتقنياتها ووسائلها على توافق وانسجام مع التطوير الذي وصل إليه الوطن .

فنجد أن العملية الإدارية هي القائدة للتنمية الشاملة التي تجعل من كل بنية تنظيمية بنية قادرة على تنفيذ مهامها بأعلى أداء وتحقيق أعلى مردود , وهذا ما يحتاج إلى تنمية إدارية مستدامة , فهي حاجة ضرورية وموضوعية تستوعب المعارف الحديثة والتقنيات المتطورة , بل ومتحدة معها , لذلك تكون استجابة حقيقية لمستلزمات عملية التطوير .

وقد وضع الرئيس بشار الأسد النقاط على الحروف عندما قال في كلمته أمام مجلس الشعب في الدور التشريعي الثامن " إنما الإدارات بالذات هي أهم عامل من عوامل النجاح "  أما الآن لا نستطيع من دون الإدارة بأن نقوم بأي شيء , ومن المعلوم أن تحسين الوضع ألمعاشي للمواطنين مرتبط بتحسين ورفع مستوى الإنتاج , فلتحسين الوضع الإنتاجي يجب أن نعرف كيف ندير مواردنا ونستثمرها لنحصل على أعلى مردود وتحقيق الوفرة التي تنعكس على معاش المواطن .

  1. إن البنية التنظيمية هي كيان منظم يضم مجموعة من الأفراد الذي يسعون من خلال نشاطهم إلى تأدية وظيفة أو عدة وظائف .

فالشركة العامة للطرق والجسور هي بنية تنظيمية تضم مجموعة متنوعة من العاملين

( مهندسين , حقوقيين , حملة تجارة واقتصاد ........ أعداد متنوعة من الفئة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة ) يعملون من خلال بذل جهودهم وتقديم خبراهم ومعارفهم ويتفاعلون بغية تنفيذ المهام المطلوبة والمرسومة في مرسوم أحداث الشركة . إن تنفيذ المهام المطلوبة والمرسومة يتم بعملية إدارية تقود جميع نشاطات البنية التنظيمية ووظائفها بهدف تحقيق أغراضها بعمليات متداخلة وللوصول إلى أعلى مردود يتوافق مع الإمكانات المتوفرة . يجب تحقيق تنمية إدارية مستمرة تعمل على التدخل المنظم والهادف الذي يسعى إلى جعل عمليات الإدارة وطرقها وتقنياتها وأساليبها تتلاءم مع مرحلة التطوير التي بلغها الوطن , أي جعلها تتوافق مع إمكانيات شركاته ومؤسساته الاقتصادية والسياسية والثقافية ........الخ

أي جعلها تتلاءم وتتوافق مع الأهداف التنموية الشاملة التي يسعى الوطن إلى تحقيقها بل وتكون عوناً ورادفاً لهذه الأهداف إضافة إلى أنها تكون رافداً مادياً وبشرياً بما يساعد على تحرير الإمكانات الكامنة والطاقات والمهارات  الفردية لتحيق الأهداف التي يجب ربطها كأهداف شخصية مع أهداف الشركة والوطن , فنجد التنمية الإدارية أنها إستراتيجية تدخل شاملة تعتمد على جهد منظم يهدف إلى إحداث تغيير نحو الأفضل بهدف تحسين كفاءة وفاعلية وقدرات الجهات المعنية باستخدام واستثمار الطاقات المتاحة والمتوفرة .

3- بعد أن عجزت الإدارة العامة التقليدية عن تلبية متطلبات نجاح الخطط الاقتصادية والاجتماعية , وليتعزز الاستقلال الاقتصادي ويتحصن القرار السياسي برزت إدارة التنمية وارتباطها بتنمية الإدارة بشكل وثيق حيث أن إدارة التنمية هي مفهوم فكري يحدد الأهداف ويختار البدائل والأولويات حسب الواقع . أما التنمية الإدارية فهي التي تحدد الأساليب والوسائل التي تستخدم لعمليات التدريب و التأهيل لتأمين الكفاءات اللازمة لتحقيق الأهداف بالتطوير و التحديث و التغيير حيث يبرز اتجاهان :

أ- كيف توظف الأجهزة الإدارية وما هي الأهداف العليا للتنمية ؟ ... هل هي صناعة ثقيلة أم صناعة زراعية بتطوير الريف وصناعاته ؟ وما النظام الاقتصادي ... قطاع عام .. خاص .. مشترك .. أم معا" .

ب- ماذا نريد من التنمية ؟ هل تنمية قدرات وفعالية الأجهزة من خلال التدريب و القيام بالبحوث و الدراسات والاستشارات لجعلها قادرة على تحقيق هذه الأهداف .

فإدارة التنمية تضع الأهداف وتختار النظريات و الأمثلة والنماذج و الأولويات باختيار فلسفة التنمية وترابط المحاور السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بينما تنمية الإدارة تعني تطوير القدرات الإدارية وإمكانياتها لتكون ذات كفاء عالية لاستخدام أساليب ووسائل قادرة على تحقيق الأهداف بتحويل الخطط و البرامج إلى حقائق في المجتمع وهذا يعني أن التنمية الإدارية ليست هدفا بل هي وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة .

  1. من غير الممكن تنفيذ خطة وبرامج الدولة مهما كانت متقدمة وعصرية ومتطورة إلا بإدارة وكوادر ذات كفاءة وفعالية عالية تستطيع رفع مستوى الإنتاج في القطاع العام لأن التحديات في عالم اليوم كبيرة لا يمكن مواجهتها إلا بقاعدة إدارية متماسكة متينة متطورة قادرة على الإلمام بالتفاعل مع جميع محاور التنمية الشاملة فيما  بينها بشكل وثيق مع التنمية الإدارية فلا يمكن تصور أي محور بمعزل عن المحاور الأخرى فالتخطيط له ضرورة ملحة واحتياج موضوعي مفروض بمنطق وفكر التطوير و التحديث إذا أردنا تحقيق الأهداف التي نريد صناعتها من خلال برمجة الأنشطة و العمليات و المشروعات وتحديد مسؤولية التنفيذ للمديريات المعنية ولتحقيق الأهداف

المرجوة من التنمية الإدارية التي هي عملية مستدامة ومعقدة تطال بالتغيير و التطوير الأساليب والنظم الإدارية المؤسساتية القائمة , كذلك تتجاوز كل العمليات المتداولة الإجرائية إلى المفاهيم و الآراء و التفكير والعادات ونمط السلوك وقيم الأداء الوظيفي ورصد مقاومي التجديد والانتباه بأن جني ثمار التنمية الإدارية ليس سريعا" .

5- إن للتنمية الإدارية متطلبات ومرتكزات وأسس تقوم بها وعليها ومن يقوم بهذه العملية يشبه الحكماء الذين يستخرجون المعادن الخام من خلال التفاعلات الصغيرة وتتلخص بـ :

  • الحاجة الملحة و الضرورية و الحاسمة لتأمين الأجهزة المتطورة و المختصة والمؤهلة اللازمة لها وبشكل مستمر ودائم من أجل تنمية كفاءة وإمكانيات وقدرات اتجاهات التنمية الإدارية الثلاث التالية :

  1. الإنسان الذي هو الغاية , والهيكل التنظيمي و القوانين و الأنظمة و الأدوات التي هي الوسائل .

  2. التنظيم و الترتيب والتنسيق باستخدام التخطيط العلمي وتأمين الموارد المالية اللازمة وتقديم التحفيز و التدريب باستخدام الرقابة والإحصاء وصولا" لاتخاذ القرار المناسب وذلك برفع مستوى الأداء في الوظائف العامة .

  3. إن الدراسات التي تهيئ لكل المشروعات والأبحاث التي يجب إتمامها وتحسن الشؤون القانونية والاتصالات وكافة الخدمات الإدارية . تتعلق برفع مستوى المهام الإدارية التقليدية التي هي جزء مهم وأساسي من العمليات الإدارية الواجب تحسينها إلى المستوى الذي يؤدي الخدمات المطلوبة بسرعة كافية .

  • إن علم الإدارة يجب أن يتم تعليمه منذ نعومة الأظفار حتى المراحل التعليمية العليا وذلك بإدخاله ضمن المناهج التعليمية والتدريس وكذلك التدريب في البنى التنظيمية .

  • إن عمليات التدريب و التأهيل للعاملين على الإدارة تتطلب السرعة في التوسع والالتزام في تدريبهم على الإدارة ووظائفها ووسائلها وإداراتها وتقنياتها بحيث تشمل الجميع .

  • العمل وبتوافق تام على إيجاد وسائل التعريف والتعليم والتنوير و التثقيف الإداري كالصحف و الدورات المتخصصة التي تنقل المعارف و العلوم والخبرات .

  • يجب أن تكون جميع الإجراءات التعليمية و التثقيفية و التدريبية منسجمة مع التنفيذ بما يوافق الدمج بين النظرية والتطبيق .

  • من المهم جدا" العمل المبكر و السريع للتصدي لجميع هذه المهام .

  • التنمية الإدارية تحتاج إلى القناعة والفهم والإيمان  بأهميتها وضرورتها و فوائدها و حتمية استيعابها لقيادة عمليات محاور التنمية الشاملة الأخرى , وهذا يتطلب توفر المعرفة و الإخلاص وبذل الجهد و التحلي بالصبر لمن سيقوم بالنهوض و قيادة هذه العملية وبمن سيتم اختياره للقيام بأعبائها .

6- كل هذه المرتكزات و المتطلبات و الأسس تحتاج إلى الإعداد الجيد والتهيئة لتتحقق النتائج المرسومة و المطلوبة ,  فتخطيط القوى العاملة في ضوء متطلبات الشركة الاقتصادية يهدف إلى توفير الحجم المناسب وبمهارات مناسبة لكافة أنشطة الشركة فهي تعتمد على توفر ركيزة من الإحصاءات للهياكل المهنية للقوى العاملة بدقة ومصداقية ,

وذلك بالتنسيق بين مديرية التخطيط و الإحصاء ومديرية التدريب و التأهيل من خلال الموازنة بين الموجود و اللازم و ذلك بتوصيف الأعمال المهنية وإعداد وتطوير البرامج التدريبية بهدف تلبية الاحتياجات النوعية للأنشطة التي تقوم بها الشركة وبما يواكب التطور التكنولوجي و التقني المستمر ويتم تطوير هذه البرامج بـ :

(أ) تطوير للمهارة المهنية بمساعدة العامل وذلك حسب قدرته و استعداده العقلي و الجسمي وبالتالي توجيهه وفق هذه الإمكانيات المتاحة , وتعريفه بواجباته والمواصفات المطلوبه لهذه المهنة .

(ب) توجيه العامل ومساعدته ليتعلم كيف يتكيف مع مهنته من خلال الشرح و مساعدته على استيعاب مهامه و واجباته .

7- إن عملية التنمية الإدارية لا تقتصر على جهة  بمفردها ، كل الجهات معنية و مسؤولة لبناء خطط وتقديم مستلزمات تنفيذها وصولا" إلى إعطاء دورٍ للجميع ، وتنفيذ المقترحات الناتجة عمليا" من التدريب ، و يعتمد دور القائد الفني التقني على مفهوم واجباته و استيعابه لهذا الدور الذي يتلخص بـ :

  1. قدرته على التواصل مع الجميع .

  2. متابعته للعمل بما يحقق له الإطلاع الدائم و المستمر للعمل .

ج) استخدام صلاحياته بشكل ايجابي وبما يحقق نقل وتقييم العمل و الإجازات و العمل الإضافي .

د) معرفته لقدرات وإمكانيات جميع العاملين لديه وتوزيع المهام والصلاحيات

عليهم .

هـ) الاهتمام الدائم و المستمر بتدريب وتأهيل العاملين وتنمية المهارات لديهم .

و) إعطاء عملية تأمين مستلزمات العمل من أدوات ووسائل ولباس وضمان السلامة المهنية .

ز) وضع البرامج والخطط وإعداد الوثائق التي تضمن سلامة استخدام المواد وحصر كمياتها .

ح) إن الالتزام والانضباط من أولى الواجبات لديه وذلك من خلال مراقبة جميع العاملين ومتابعة تنفيذ الأعمال وفق الخطط و البرامج و المواصفات .

8- إن تحقيق الأهداف  للشركة يحتاج إلى جهد وخبرة وقدرة كل فرد من أفراد وعناصر الشركة بما يحقق :

  • أعلى إنتاجية تؤدي إلى مردود عال وبمواصفات عالية للإنتاج و الخدمات .

  • تطوير  أساليب  وسائل التسويق بالدعاية والإعلان ودراسة سلوك المستهلكين والزبائن ورغباتهم .

  • المراقبة الدائمة والمستمرة للوظيفة المالية و شؤونها لتأمين مصادر رؤوس الأموال .

  • الاهتمام بخدمة وإدارة شؤون جميع العاملين وتأمين متطلباتهم الإدارية والفنية بدقة وسرعة تؤدي إلى الاستقرار النفسي لهم ، و تسوية خلافاتهم و تحقيق تعاونهم .

  • تحقيق العمل على توطيد وترسيخ الروح الوطنية و الانتماء , بمقدار المستوى والدقة بتنفيذ وانجاز الأعمال , وأداء الخدمات , مما يؤدي إلى حماية الوطن من الضغوطات الاقتصادية من احتكار دول أخرى لسلعة ما .

  • هناك وظائف مساعدة مطلوبة أن تكون بمستوى يقدر معه على الرقابة وتأمين المتطلبات في الوقت المناسب كالمخازن و النقل وغيرها ...

9- ما الذي يدفع العاملين للعمل ؟. وما هي القوة التي تحرك الفرد وتوجهه ؟

وما هي الدوافع التي تدفعه للالتزام و التقيد و الانجاز ؟.....

بالتأكيد الحوافز و المكافآت على أنه يجب على المدراء أن يتجنبوا منح المكافأة بسهولة . لأن المكافأة يجب أن تعتمد على قيمة العمل الذي أنجز ..

من جهة أخرى فان هذا يشجع العمال على أن يحققوا انجازات هامة وناجحة ليحظوا بالمكافأة ... وعلى ذلك يمكن تقسيم الأجور إلى عدة أنواع :

  • ما ينمي ويسهل ويغري العاملين لزيادة تدريبهم وإنتاجهم وانجازهم للأعمال المطلوبة من خلال تقديم الخدمات والحوافز و المزايا التي تلبي رغباتهم واحتياجاتهم ( كالعلاج , المكافأة ,.....)

  • ما يمنع الفرد و يردعه عن التقصير كالتخويف و التهديد واعتماد العقوبة المتدرجة وصولا" إلى الحسم من الراتب وحرمانه من المكافأة وتخفيض الحافز المادي , وهي تعتبر كأساليب لمنعه من التقصير , لأن المقصر يبرر تقصيره , لأنه لا يجد ثمنا لتقصيره من العقوبات الرادعة و المناسبة .

  • العمل على تشجيع و تحفيز و مكافأة المجدين و المتفوقين و الممتازين الذين يبرزون بأداء قدرة وكفاءة لزيادتهما مع التأكيد على أن لا يصبح ذلك عاديا" وتافها" .

  • هناك نوع من الحوافز المعنوية التي تشبع حاجات اجتماعية وذاتية تؤثر بالحالة النفسية و السلوكية للأفراد لرفع معنوياتهم لتحسين علاقات العمل بين الرؤساء و المرؤوسين وبين العمال أنفسهم لتحسين مستوى الأداء و الإنتاج .

  • ونوع آخر هو الحوافز الذي يهدف إلى إشباع رغبات الفرد واحتياجاته كونه إنسان له كيانه المستقل , الحوافز الفردية تهدف إلى زيادة الإنتاجية بعد الإعداد والتحضير للفرد ذاته . وبما يجعل العامل لا يرى شخصيته ضمن الآخرين , وإنما موقع هذه الشخصية من المجموعة بالضبط .

  • والحوافز الجماعية عندما يكون العمل جماعيا" , ولابد من العمل كمجموعات لا فاعلية لفرد واحد , وذلك بهدف دفعهم إلى تأدية العمل ورفع مستوى الإنتاج .

10- إن جودة العمل والإنتاج يتوقف على حجم الطلب على هذه الأعمال و الخدمات و المنتجات ونسبة العائد على الاستثمارات إلى تنفق  لتحقيق هذه المستويات وكلفة الإنتاج تتأثر  إلى مدى كبير بمستوى الجودة , وبالتالي هذا يفرض رقابة دائمة على جودة المنتج التي تشتمل على :

أ- مراقبة دقيقة وعملية للمواد الأولية وللتجهيزات المستخدمة كمدخلات و تعلم حب معرفة التفاصيل .

ب- مراقبة مركزة على المخرجات ومستواها ومدى مطابقتها للمواصفات أو مدى حيازتها على رضا الزبون .

ج- التأكد الدائم من مستوى المنتج أو الخدمة ومدى ملاءمتها للاستثمار .

د- المراقبة المتتابعة لعمليات الإنتاج أو إعداد التجهيزات والآلات للعمل واستخدام المواد و اليد العاملة ومستوى تأهيلها و خبرتها .

هـ- التأكد من ضمان أمن وسلامة الزبون عند استخدام الخدمات و المنتجات .

و- التساوي في المعاملة التي يجب أن يكون التجاوب فيها بنفس المستوى وتطبيق المعايير و المواصفات و المقاييس المعتمدة كقياس .

11- على المدير عدم الاعتقاد بأنه الشخص الوحيد القادر على انجاز المهمات أو انجاز القرارات وانه الوحيد لديه حل المشكلة و بالتالي تأتي عملية التعاون و الثقة و التفويض بمقام مفصلي يؤدي هذا المقام إلى زيادة فاعلية الانجاز وتحقيق التعاون المستمر و العمل كفريق عمل واحد لتحقيق أهداف الشركة , فالأعمال و القرارات اليومية التي لا تتصف بالأهمية الكبيرة تبرمج وتصاغ بطريقة تجعل المرؤوسين قادرين على الالتزام بتنفيذها عند تكرار حدوث حالات مماثلة باتخاذ القرارات ذاتها بشأنها , وذلك تسنح الفرصة للمديرين الآخرين في مستويات إدارية مختلفة معالجة ما هو استثنائي فقط وغير متكرر مما يجعل الجهود باتجاه المهام والأعمال الأكثر أهمية للشركة ولا يكون لديه جنون العظمة , وكأن معلومات الإدارة السر الأعظم . ولا يتعامل مع الناس بقسوة أو إكراه ويشعر كل واحد بأنه جزء من كل . وهذا يتطلب أن يكون للمدير مواصفات :

أ- الشخصية القيادية القوية و الموهوبة  صفة شخصية .

  1. أن تكون لديه قدرة و إمكانية على الاقتراح و الإبداع , والتحكم بالعدوانية وتطويع الخوف .

ج-  أن يكون لديه مستوى من المعارف و العلوم و إتقانها و الإلمام بكل ظروف وأحوال العمل .

د- يحتاج أن يكون لديه الحافز القوي ليوصل فرقته إلى النجاح و النصر.

هـ- تنمية الخبرات العملية و المعرفية و الثقافية .

و- إمكانية للتعاون مع زملائه و مع الآخرين مع القدرة على السيطرة على النفس والتحكم بها .

ز- الإمكانية الذاتية بحب العطاء و مساعدة الآخرين على التدريب .

ح- أن يكون قد تعلم العيش مع الظلم , فالحياة لا تكون دائما" عادلة . ويتعلم أن لا مشكلة مهما كانت الظروف.

ط- ويتعلم إدارة الأعمال ويتصف بـ :

  • إمكانية التعامل بود مع جميع العاملين مع إحساسه بالمسؤولية .

  • مساعدة العاملين لأداء عملهم و إرشادهم وتعليمهم الطريق السليمة  الصحيحة , وخلق روح المنافسة الحقيقية لانجاز الأعمال ومكافأة الأفضل .

  • تقسيم الأعمال حسب القدرات والإمكانيات والكفاءات من خلال التركيز على إشادة مناسبة لانجاز التخلص من الفشل .

  • القدرة على الإصغاء و الاستماع للعمال وحل مشاكلهم ليس لمجرد جلب الخير لأنفسهم بل أيضا" من أجل انجاز المهام الملقاة على عاتقهم .

  • إيصال المشاكل التي لا يستطيع حلها للمستوى الأعلى .

  • أن يتمتع بإمكانية التخطيط وقدرة على التصميم وامتلاك الإحساس بالمسؤولية  .

  • من المهم جدا أن يمتلك كمية كافية من المعارف اللازمة لتشغيل واستثمار التجهيزات التي يدير عناصرها .

  • يجب أن يقوم بعمليات الاختبار المستمر و الدائم للتأكد من صحة مواصفات المواد الأولية .

  • العمل الدائم على تدريب وتأهيل ورفع كفاءة الفنيين وزيادة خبراتهم و معارفهم .

  • توجيه العاملين جميعا" للاهتمام بالأمن الصناعي وبالسلامة .

  • من المهم جدا" أن يتأكد من أن العلميات التي تتم سليمة وتؤدي  إلى إنتاج أو صيانة أو خدمة بمستوى فني عال .

12- كل هذا يهدف إلى تحديد المهارات و الخبرات والمعارف و الإمكانيات التي تتوفر لدى جميع العاملين وبالتالي ربطها بالمستوى اللازم لأداء المهام ضمن مجال كل عمل نقوم به , بحيث نضع كل عامل في المكان الذي يستطيع أن يؤدي عملا" وبإنتاجية عالية ومن خلال تحليل تجربة كل عامل لدنيا وصولا" إلى تقدير قدراته وكفاءاته لاستثمار كل ما لديه لتأدية المهام الوظيفية التي سنكلفه بها , مع الأخذ بعين الاعتبار أن كثيرا" من الحالات تكون فيها الأعمال متداخلة بسبب تداخل المسؤوليات ... فلابد من حصر وتحديد الأعمال ضمن كل مهنة وربط العمل بالمستوى الوظيفي , انطلاقا" من أن العمل المحدد هو نقطة الانطلاق لنا في عملية التحليل . فالتوصيف للأعمال والوظائف يرتبط بشكل وثيق مع الواجبات والمهام والإمكانيات التي تنتج عن تحليل العمل , الذي يحدد المطلوب لانجاز المهمة المرسومة , فالمهارة هي العملية الذهنية والأدائية أو التنفيذية التي يقوم بها القائم بالعمل من خلال أدائه لواجبه لتحقيق إنتاج بمستوى لائق يقبله المستهلك أو الزبون . أما التوصيف فهو المهام والواجبات والتدريب والتأهيل و أنواع التجهيزات والآلات وظروف العمل . وهذا مبني على تعريف العمل , أي ما هو العمل الذي سنقوم به ... فعندما يتم متابعة هذه الأمور التي يجب أن تكون من المسلمات حتى نستطيع الاستفادة من كل القرارات و الموارد البشرية المتوفرة لدينا باستخدام الطاقات المتاحة وصولا إلى تحقيق وفرة وفائض متزايد ينعكس حتى كل عامل لدينا . فان  فرق العمل تكون عظمية باستثمار إمكانيات أعضائها و الاحترام الكبير لأعضاء هذه الفرق وتشجيع ، أعضاءها ليشاركوا بشكل متحد في تحليل المشاكل وتقديم الحلول وإعطاءها التوجهات بوضوح .

13- استثمار الوقت : إن الوقت من الموارد القيمة الثمينة , فالجميع يملكه , لا يمكن زيادته أو استعارته , أو شراءه , أو بيعه , فالاستفادة منه , هو معيار أساسي والذي بدونه لا يمكن تحقيق الأهداف التي تعتبر مقياس لكل جهة .

هل هي ذات كفاءة عالية إن استطاعت الاستفادة من الموارد المتوفرة فالقيادات الإدارية تحدد إلى درجة كبيرة فرص نجاح أو فشل أية جهود تبذل لتحقيق الأهداف , وما التدريب و التأهيل الذي يجب أن يخضع له جميع العاملين خصوصا" في الإدارة سوى مساهمة كبرى في عملية التنمية الإدارية والاقتصادية والفكرية والثقافة .. للموارد البشرية والمادية وتعتمد على الشعور بحب النجاح الذي يدفعه باستمرار لزيادة كفاءته بالتدريب والتأهيل المستمرين ...

14- ويقع على عاتق مديريتي التدريب والتأهيل و التخطيط و الإحصاء مسؤولية متابعة وضع هذه المعطيات والتقييم موضع التنفيذ استنادا" إلى هذه المعطيات والمواصفات التي تهيئ كوادر قادرة على التخطيط و التنفيذ وعلى مواكبة التطور التكنولوجي و التقني والذي يؤدي إلى أن تصبح هذه الشركة إحدى الشركات العصرية المتطورة إداريا" وبانسجام وتوافق مع هدفنا الذي وضعنا لتطوير و عصرنة الشركة لتكون شركة متطورة ... نفخر بالانتماء إليها , من خلال صناعة منتج فكري وعلمي ذا فائدة بالتزام أفراد الفريق الذي يبرز من خلال جهودهم في تحقيق النجاح وكذلك بإظهار الصبر الحقيقي والإصغاء إلى جميع الأفكار حول كيفية تحقيق أهداف الشركة , باتصال مفتوح بحسن تفاهم أعضاء الفرق المشترك وإعطاء التوجهات يجعل كل شخص متأكد مما سيفعله ولماذا ؟

فتأسيس المواجهة المفتوحة يخلق نوعا" من الأجواء التي يرغب أعضاء الفرق بمساعدة بعضهم بشكل مشترك مما يمكن من تجاوز أي صراع أو خلاف . فتحديد الأهداف الجماعية يبني فرقا" عظيمة وهذا لا يعني أن يجمع كل عضو في الفريق في أية لحظة بل أن يعمل كامل أعضاء الفريق معا" لتثبيت الروح الجماعية , ويكون تفاعيل ذلك من خلال هدف آخر مفترض جديد وكذلك بإعطاء الثقة في المجموعة ككل وليس في الفرد , ولكن يتم تقدير وتشجيع كل مبادرة تظهر من أي عضو تكون ذات أهمية وفائدة .

وأخيرا" على المدير أن يمتلك تفهما إنسانيا واعتبارا" للآخرين , والناس ليسوا رجالا" آليين , ليس المقصود أن ندللهم ولكنهم كائنات ذكية ومعقدة يستجيبون بشكل عقلاني إلى الموضوعية والمنطق ولكنهم ينقسمون إلى ثلاث

مجموعات :

  1. مجموعة تعرف عملها جيدا" وتسعى لتأديته بشكل جيد يحتاجون إلى تنظيم أقل مع قليل من الإرشاد وعبارات الثناء ، وهؤلاء هم الذين يجعلون المنشأة نشيطة نشاطا" بالغا" .

  2. مجموعة تحرص على النجاح ولكن مهارات العمل تحت المعدل الجيد , يحتاجون إلى وقت وعناية إضافيين , غالبا" ما يكونوا جددا" , فرغبتهم في الأداء الجيد أكثر أهمية من نقص خبراتهم ويحتاجون إلى تدريب صبور ومفصل , وعملهم يجب أن يدقق  باستمرار وعلى الأقل في البداية , وسيتحولون إلى كوادر منفذة ممتازة .

  3. مجموعة تعرف أن العمل و المهارات مقبولة بشكل واضح ولكنها تفتقر إلى التشجيع للنجاح في العمل , معظم الوقت لحل مشاكلهم 90% من الوقت.... ورحلة الميل تبدأ بخطوة واحدة ...

    بذلك نفخر جميعا بمساهمتنا بعملية التطوير والتحديث على خطى ونهج السيد الرئيس بشار الأسد مطلق المبادرة الوطنية بالتطوير و التحديث .



المراجع :

  • وزارة التربية                     الإدارة منهاج الثالث الثانوي العلمي

  • الإدارة الحديثة والتنمية الإدارية     دراسة للمهندس صلاح حبيب احمد