صحيفة تشرين
الأحد 13-10-2019
محمد النعسان
وصف رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس في اجتماعه الأخير منذ أيام في وزارة الأشغال العامة والإسكان الشركات الإنشائية العامة بأنها «القوة الضاربة بيد الدولة» وذلك للدور الكبير الذي تقوم به، والمهام والمشاريع التي تقوم بتنفيذها على مستوى القطر، ولاسيما في ظل الحرب الكونية التي ألمّت بسورية.. وما أضافت لها من أعباء إضافية وجهد مضاعف من أجل ترميم ما دمرته ضمن خطط استراتيجية وسرعة كبيرة، تؤكد أن تلك الشركات هي حقاً عصب الدولة الواعد في إعادة الإعمار والبناء القادم في سورية.
ومن تلك الشركات المهمة، الشركة العامة للطرق والجسور التي تعد من كبرى الشركات الإنشائية من خلال ما تملكه من كوادر وآليات وعمال إضافة لتاريخ طويل في تنفيذ كل مشاريع الطرق والجسور والبناء وغيرها في مختلف محافظات القطر.
ولمزيد من تسليط الضوء على هذا الصرح الإنشائي الكبير التقت «تشرين» المهندس محمد عاصي- المدير العام للشركة على هامش زيارة رئيس مجلس الوزراء لوزارة الأشغال العامة والإسكان والذي قال:
تعرضت شركتنا خلال الأزمة وعلى أيدي العصابات الإرهابية، للكثير من الدمار والخراب للآليات والمعدات والمكاتب التي تعد جميعها الساعد الرئيس في تنفيذ أعمالنا المنتشرة في كل أنحاء القطر. لكن ذلك الأمر، لم يثن عمالنا وإداراتهم عن متابعة أعمالهم الموكلة إليهم وبدافع أكبر مما سبق.
ووضعت الشركة رؤية عامة من أجل إعادة تأمين ما تم تخريبه من كوادر بشرية ومادية للشركة من خلال الإمكانات التي تملكها ومن دون الاستعانة بأحد، فقامت بتأهيل القسم الأكبر من تلك الآليات المتوقفة منذ زمن طويل كاستراتيجية للاعتماد على الإمكانات الموجودة، عوضاً عن الاستيراد، وبديلاً عن التعامل بالعملة الصعبة. كذلك تم الاعتماد على الموارد الذاتية في تأمين مواد الإنتاج «حصويات» التي تشكل العامل الأساس في المجبول الزفتي، كذلك تم تجهيز معظم الكسّارات وإعادة تأهيلها لتصبح كافية للعمل ولحاجة تنفيذ الأعمال وبزيادة كبيرة خلال عام 2019 مقارنة مع الأعوام السابقة التي كانت تؤمن من السوق المحلية. وكانت هناك أيضاً استراتيجية ثانية، هي التوسع بكل أعمال المشاريع، حيث تم التعاقد على مشاريع أبنية- صرف صحي- مياه شرب- صيانة أبنية إضافة للطرق والجسور.
كذلك تم تفعيل دور اليد العاملة ذات المهن المتعددة كالسائقين والميكانيك والكهرباء للآليات والآلات الهندسية، والمحافظة عليهم، وإعطاؤهم التعويضات والحوافز الإنتاجية التي تماثل قيمتها السوق المحلية وأكثر، وهذا يعد إنجازاً في حد ذاته أدى إلى زيادة العمل ورفع المعنويات والطاقات من دون الاستعانة بأحد (أيدٍ عاملة أو آلات).
لقد كان شعارنا أثناء العمل والتنفيذ (تخفيف تكلفة إنتاج المتر المكعب من الإسفلت أو الحصويات) وقد ربحت الشركة بالرغم من تخفيض الأسعار الشديد بنحو 5%، وهذا دليل قاطع على أننا قادرون أيضاً على تطوير أنفسنا أكثر وأن تكون هناك أرباح أفضل في الأيام القادمة.
معاناة عامة
وفي سؤال عن صعوبات أو معاناة تعانيها الشركة، أجاب عاصي: لا يوجد نجاح لا ترافقه صعوبات، لكن لدينا مشكلة عامة بالتوازي مع مختلف شركاتنا الإنشائية ألا وهي إعادة العمل بالمشاريع التي تم توقفها خلال الحرب، لأن جميع الشركات تضع إمكانات كبيرة في تلك المشاريع لكنها توقفت بسبب الظروف الراهنة.
ونحن نرغب بإعادة دراسة تلك المشاريع حسب الأولويات واستكمال تنفيذها، للمصلحة العامة من جهة ولمصلحة الشركات الإنشائية من جهة أخرى. والأمثلة كثيرة عن تلك المشاريع التي تتبع لنا، مثل مشروع الربط الشمولي للمدينة الصناعية في عدرا، وعقدة الديماس، ومشروع الوصلة المرفئية في اللاذقية وطريق (مصياف- حمص)… إلخ وجميع تلك المشاريع تتجاوز الـ 32 مليار ليرة وهي بحاجة إلى قرار حكومي لإعادة العمل بها مباشرة.
أيضاً هناك ملاحظة أخرى، وهي أن الشركات الإنشائية تقوم بتنفيذ مشاريع بناء على طلب الجهات الحكومية، ويكون ذلك التنفيذ (إما خطياً أو تعهداً) وقبل توقيع العقد نتيجة حالة مستعجلة، لكن بعد التنفيذ يتم التأخير بإجراءات التعاقد وصرف الكشوف، وتالياً يؤثر سلباً في عمل الشركات وإيراداتها من خلال تأمين السيولة المادية ومحافظتها على حقوقها المشروعة.
أهم المشاريع
وفي سؤال عن أهم المشاريع التي تقوم الشركة العامة للطرق والجسور بتنفيذها قال المهندس محمد عاصي:
– في محافظة حماة: تنفيذ طريق سلمية بطول 10كم، وأوتستراد حمص- سلمية، واستكمال أعمال وصيانة وتأهيل أثريا- الرصافة وسور جامعة حماة والصرف الصحي في المحافظة والأبراج السكنية في ضاحية الوفاء.
– وفي حمص: التفريعة السككية وتقاطعات خربة غازي والمنطقة الحرفية في الحواش. – وفي حلب: إعادة تأهيل جسر سادكوب والصالات الرياضية وتنفيذ صومعة تل بلاط وصوامع الحبوب وصيانة جسري الري وجسري دير حافر وطريق حلب- تل الضمان وهدم الأبنية المتضررة.
– وفي دمشق: حفريات الجمعية السكنية للإذاعة والتلفزيون في الهامة وبناء (14) برجاً سكنياً في منطقة الديماس وصيانة مجبول إسفلتي للمواصلات الطرقية. – وفي طرطوس: إعادة تأهيل طريق طرطوس- الدريكيش وتحويلة الدريكيش والمركز التنموي في دير البشل والبنى التحتية في المنطقة الصناعية في صافيتا.
– وفي اللاذقية: عقدة الشيخ صالح العلي- مشاريع مختلفة للمؤسسة الطرقية وأعمال محطة توليد الرستن. – والمنطقة الشمالية الشرقية: معبر البوكمال- إعادة تأهيل شوارع دير الزور وطرق في محافظة الرقة. كل تلك المشاريع إضافة إلى مجموعة أخرى تقوم فروع الشركة بتنفيذها حالياً لمصلحة الجهات الوصائية والإدارية بكل المحافظات كما تقوم الشركة بتنفيذ بعض المشاريع الإسعافية بناء على طلب الجهات الوصائية ريثما تستكمل الإجراءات العقدية وهي:
– دمشق: هدم وترحيل أنقاض عين الفيجة بقيمة (500 مليون ليرة)
– دير الزور: إعادة تأهيل معبر البوكمال القديم بقيمة (323 مليون ليرة) وإنشاء وتجهيز معبر البوكمال الجديد بقيمة (1260 مليون ليرة).
– الرقة: تأهيل طريق شويحان بقيمة (284 مليون ليرة) إضافة إلى الأعمال المنفذة سابقاً، حيث يتم حالياً تنظيم عقود بناء على توجيهات رئاسة مجلس الوزراء والمقدرة قيمتها بـ (3 مليارات ليرة).
وأضاف: عدد الآليات والمعدات المتوافرة الجاهزة 1450 آلية وعدد الآليات التي تم تجهيزها خلال عام 2019: تركس عدد /5/، بلدوزر عدد /5/، مقطورة عدد /37/، قلاب عدد /9/، رأس قاطر عدد /6/ وكسارة أنقاض عدد /4/. وعن الإنفاقات والإيرادات للشركة لعام 2019- حتى الربع الثالث 2019 أجاب عاصي: – الرواتب والأجور: المخطط العام 3.4 مليارات ليرة والمخطط الربعي 2.5 مليار ليرة والمنفذ 1.8 مليار ليرة. – المستلزمات السلعية: المخطط العام 18.9 مليار ليرة والربعي 14.2 والمنفذ 11.8 مليار ليرة.
المستلزمات الخدمية: المخطط العام 2.4 مليار ليرة والمخطط الربعي 1.8 مليار ليرة والمنفذ 1.8 مليار ليرة. – المصروفات الجارية: المخطط العام 451.50 مليون ليرة والربعي 338.5 مليون ليرة والمنفذ 428.5 مليون ليرة. – والتخصصية: المخطط العام 59 مليوناً والربعي 25 مليون ليرة والمنفذ 39 مليون ليرة. أما إجمالي النفقات: المخطط العام 25.3 مليار ليرة، الربعي 18.9 مليار ليرة والمنفذ 16.6 ملياراً، أما الإيرادات فالمخطط العام 25.5 مليار ليرة، والمخطط الربعي 19 ملياراً والمنفذ 17.8 مليار ليرة.
أعمال فروع الشركة في المحافظات
وفي سؤال عن خطة وأعمال فرع دمشق للطرق والجسور، أجاب المهندس عماد الدين خليل مدير الفرع:
بلغت الخطة السنوية للفرع (5.65 مليارات ليرة) وتم تنفيذها حتى أيلول بنسبة 78%، ويتوافر لدى الفرع أعمال متعاقد عليها بقيمة (7.5مليارات ليرة) لتنفيذ الخطة . وأضاف خليل تسعى الشركة للتعاقد على مشاريع جديدة لتنفيذ ورفع قيمة العقود المتعاقد عليها لتنفيذ خطة العام وتم إبرام عقود للتنفيذ بقيمة 8.5 مليارات ليرة.
أما مدير فرع حمص المهندس شهيد حلاس فقال: نحن نقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والاستراتيجية على مستوى المحافظة وذلك في ضوء خطة إعادة الإعمار، حيث بلغت الأعمال المنجزة حتى نهاية الشهر التاسع لعام 2019 (2.7مليار ليرة) وبلغت نسبة الإنجاز 110%، وعن أهم المشاريع المنفذة في المحافظة: مشروع الأبنية الآيلة للسقوط، حيث تقوم الشركة بإزالة آثار الإرهاب عن مدينة حمص، وذلك من خلال تهذيب الأبنية المتضررة وإزالة الآيلة للسقوط وترحيلها وتنظيف الشوارع وقيمته 300 مليون ليرة، مشروع طريق ذوي الشهداء والجرحى في ريف حمص بقيمة 100 مليون ليرة، ومشروع صيانة طرق (حمص- طرطوس) و(حمص- مصياف) بقيمة 800 مليون ليرة، كذلك مشاريع التفريعة السككية والبنى التحتية في الحواش وتأهيل جسر الدارة الكبيرة وجسر العاصي وتحويلة حمص الغربية بقيمة 350 مليون ليرة، كذلك مشروع الصرف الصحي في شارع شكري هلال وتفرعاته داخل حمص الذي تبلغ قيمته 256 مليون ليرة.
مدير فرع طرطوس- المهندس منذر ربيع قال: بلغت قيمة الأعمال المخطط لها 3.4 مليارات ليرة ونأمل الحصول على مشاريع تغطي خطتنا مع استعدادنا لتنفيذ أكثر من ذلك، أما المشاريع التي يقوم الفرع بتنفيذها فهي:
تنفيذ البنية التحتية للمنطقة الصناعية في مدينة صافيتا وتحسين وإعادة تأهيل طريق طرطوس- دريكيش، وتنفيذ تحويلة من مفرق البكرية باتجاه شباط بقيمة مالية تصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات ليرة سورية وصيانة أوتوستراد حمص- طرطوس- اللاذقية وصيانة الطريق القديم من الحفريات حتى حريصون، وأعمال صيانة طرق لمصلحة مديرية الخدمات، وتنفيذ مركز تنموي في بانياس بقيمة مليار ومئتي مليون ليرة وإكساء شوارع ضمن مدينة طرطوس بقيمة مئتي مليون ليرة.
المهندس عدنان الخابور- مدير فرع حماة قال: إن أهم مشاريع المحافظة تتمثل في طريق سلمية بطول 10 كم وبنسبة تنفيذ 60% وسيتم الانتهاء منه قبل نهاية العام، وأوتوستراد حمص- سلمية بنسبة تنفيذ 50% واستكمال أعمال صيانة وتأهيل طريق أثريا- الرصافة. وتنفيذ سور جامعة حماة ومشاريع خدمات صرف صحي وأبراج سكنية في ضاحية الوفاء بقيمة ملياري ليرة.
أما المهندس أحمد طويلة- مدير فرع حلب فقال: قام الفرع بمشاريع مهمة في محافظة حلب، وخاصة بعد الدمار الذي سببته العصابات المسلحة وأصبح من الضروري الإسراع بوتيرة العمل من أجل إعادة المحافظة كما كانت، فكانت هناك مشاريع متعددة مثل ترحيل الأنقاض وهدم الأبنية المتضررة ضمن المدينة وإعادة تأهيل جسر سادكوب والصالات الرياضية وتنفيذ العديد من الصوامع وصيانة جسري قناة الري ودير حافر.
المهندس عبد المناف الخليل- مدير فرع اللاذقية قال: إن الفرع يعمل على تنفيذ عدة مشاريع أهمها معالجة انهيار وادي القلع لمصلحة الخدمات الفنية في اللاذقية وهو تأسيس جدار استنادي على ارتفاع 14 م لحماية الطريق من البيتون المسلح وإعادة حجم الطريق إلى ما كان عليه سابقاً، كما نعمل على قشط الإسفلت القديم المخرب في مواقع متفرقة في مدينة اللاذقية وإعادة تزفيته وأضاف: الفرع يقوم بالصيانة الدورية على طريق اللاذقية-كسب، هذا العقد المبرم مع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، كما تعمل على الصيانة الدورية على طريق الحفة-صلنفة وطريق اللاذقية- طرطوس.
وذكر المهندس عمار حيدر- مدير فرع الشركة في المنطقة الشرقية: إن فرع الشركة يعمل على إعادة تأهيل معبر البوكمال القديم بقيمة عقدية 450 مليون ليرة، وإنشاء وتجهيز معبر البوكمال الجديد بقيمة مليار و300 مليون ليرة ونسبة الإنجاز في هذين المشروعين 80%. كما تعمل الشركة على تنفيذ جسر المريعية على نهر الفرات وهو جسر عائم وقيمته العقدية 150 مليون ليرة وسيكون جاهزاً في نهاية الشهر الحالي. وأضاف حيدر: إن الشركة تنفذ طريق الشويحات وقد تعاقدت مع الخدمات الفنية في الرقة، (عقدين أعمال صناعية) عبارات وتعبيد بقيمة 140 لكل عقد. وتعمل على تنفيذ أعمال تعبيد في الرقة، إضافة إلى مشروع الملعب البلدي في دير الزور بقيمة عقدية 81 مليوناً ونسبة الإنجاز 90%.
وهناك أعمال حالية قيد التصديق في مدينة دير الزور مع البلدية بقيمة عقدية 145 مليون ليرة.
أما مدير فرع المنطقة الجنوبية المهندس عفيف الزعبي فقال: إن من أهم مشاريع محافظة درعا، مشروع صيانة أوتوستراد دمشق- درعا، مع إعادة تأهيل جسر صيدا، وقيمة المشروع 314 مليون ليرة وتم الانتهاء من أعمال المشروع، كذلك تنفيذ مشاريع صيانة طرق مع أعمال تعبيد في مجالس المدن والبلديات، ومنها تل شهاب والمزيريب وحماد والسهوة والكرك وبصر وكويا والغارية الغربية وعتمان وبصرى الشام وتامر ومشاريع تم تنفيذها لطرق محلية تابعة لمديرية الخدمات الفنية في درعا وهي طرق المسيفرة- أم ولد وطرق درعا- السدر أم المياذن وقيمة تلك المشاريع 300 مليون ليرة.