تقرير زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية بقلم المهندس عادل يوسف

منذ 8 Years-ago

بفلم معاون المدير العام الفني المهندس عادل يوسف  

 

• الهدف من الزيارة :

 اتباع دورة تدريبية في مجال النقل والمواصلات في سوريا واجراء جولات اطلاعية على بعض مراكز ومنشآت النقل والمواصلات في مقاطعة فوجيان برعاية وزارة التجارة لجمهورية الصين الشعبية وتنظيم مركز التدريب للكوادر في مجال الإقتصاد والتجارة الخارجية بمقاطعة فوجيان .

• تاريخ الدورة  من 30/9/2016 ولغاية 24/10/2016  :

المغادرة : من دمشق بتاريخ 28/ 9 / 2016 إلى بيروت – دبي – بكين – مقاطعة فوجيان  مدينة فوتشو .

العودة  : من فوتشو بتاريخ 25/10/ 2016  إلى بكين ومنها بتاريخ 26/10/2016 إلى دبي – بيروت – دمشق .

• برنامج الدورة  تضمن مجموعة من المحاضرات ( 19 محاضرة ) تركزت حول :

- التعرف على الصين –  تاريخ وحضارة الصين

- التجربة الصينية مالها وما عليها –  خصائص الإقتصاد الصيني وفرص التعاون 

- النقل والمواصلات :

 ( تنمية البنية التحتية للنقل والمواصلات – طرق المدينة لأجل المرور -  تخطيط المواصلات الحضرية الشاملة – تخطيط النقل العام في المناطق الحضرية – مبادرة الحزام والطريق / طريق الحرير / - التخطيط الحضري لوقوف السيارات – الترتيب والتخطيط اللوجستيا الحضرية – تخطيط محاور المرور – إدارة الطريق السريع – تنمية السكك الحديدية  و  بناء موانئ وقنوات على الضفة الغربية لمضيق تايوان – العلاقة بين بناء البنية التحتية والتنمية الاقتصادية – المدينة المستدامة التنمية ونظام النقل والمواصلات فيها )  

- وتضمن البرنامج مجموعة من الزيارات الميدانية إلى مراكز تخص النقل والمواصلات :

(  مركز نقل اللوجستيك العالي السرعة – زيارة محطة قطار – زيارة ميناء جيانغين  - زيارة طريق هواندو - معرض تخطيط مدينة شيامن  -  زيارة مركز مراقبة المرور والتحكم فيه لمنطقة ماوي -– اضافة الى زيارة بعض الشركات ) .

- حضور منتدى تنمية المدن الساحلية الايكولوجية في مدينة شيامن .

• إقامة الوفد : 

                  كانت اقامة الوفد الأساسية في مقاطعة فوجيان مدينة فوتشو ضاحية ليان جونغ  جنوب الصين

                  ذات الطبيعة الجبلية المحيطة بالمدينة الغنية بصخور الغرانيت غزيرة المياه ومجاري الأنهار وذات

                  الترب الضعيفة في المناطق السهلية والوديان .

                  اضافة لجولات إلى مدن / تشينغداو  و  شيامن   و  بوتيان  /  وإلى بعض مراكز النقل و الشركات 

           وتميز الجانب الصيني بتقديم كافة مستلزمات الاقامة والتنقل واحتياجات الوفد السوري بشكل ممتاز ولائق

 

 

 

 

نتائج الزيارة

 

من خلال المحاضرات واللقاءات والجولات الجماعية والمشاهدات خلال الجولات الفردية والحوارات نشير إلى :

1- يتميز الاقتصاد الصيني بالملكية العامة لكامل مساحة أرض الصين والمنشآت والمشاريع مع حق الاستثمار للراغبين ولمدد محددة حسب نوعية المشروع أو المنشأة وبعد انتهاء المدة يتم التفاوض مع الدولة لإمكانية الاستثمار مجدداً مما يعزز دور الدولة الراعي والضابط  .

2- تبعية كافة مرافق النقل والمواصلات ( طرق خدمية – طرق سريعة – مرافئ – مطارات – سكك - محطات قطار ومترو – مراكز نقل لوجستي - .......... ) إلى جهة حكومية واحدة .

3- التميّز بالتخطيط الشامل والمتكامل والاستراتيجي للخدمات والمراكز الاقتصادية والخدمية والسكنية بحيث تؤمن دراسة صحيحة للتنقل بين هذه المراكز وسهولة انسياب المواطنين والبضائع دون حصول ازدحام أو اختناقات و نرى أن ذلك يعود الفضل به للفقرتين ( 1 -2 ) .

4- تشكل مساحة الطرق مانسبته 17% من مساحة المدينة خلال التخطيط الحضري والمستدام للمدينة .

5- الاهتمام الكبير بالتنمية المستدامة والإيكولوجية ( الخضراء ) للمدن .

6- الاعتماد على شركات استثمار لمدد محددة مع المحافظة على الملكية للدولة لكامل الأراضي والمنشآت .

7- تكامل وسائط النقل مع سهولة التنقل بين مركز وآخر أو بين نوع من وسائط النقل وآخر .

8- اعطاء التنقل بالمشي والدراجات خلال التخطيط أهمية وذلك ضمن مسافات محددة من مراكز الخدمات والسكن والنقل مع تخصيص حارات مرورية خاصة بها وزيادة عرض الأرصفة والاهتمام بالحزام الأخضر على جانبي الطريق .

9- اعطاء طرق الخدمة على جانبي الطرق الرئيسية أهمية .

10- الاهتمام الكبير بحماية الطرق العامة والسريعة وبناء الأسيجة .

11- اعتماد شبكة الطرق الرئيسية على الجسور متعددة المستويات والأنفاق بحيث تندر الحفريات والميول الطولية .

12- يتم العمل والتخطيط للإقلال من العقد الطرقية داخل المدن وذلك بزيادة الاعتماد على الطرق المحيطية والنقل

      الجماعي وتخفيض النقل بالسيارات إلى الحد الأدنى والتخطيط السليم لتوزع مناطق النشاط الاجتماعي

      والاقتصادي والخدمي .

13- الهدف الأساسي عند التخطيط للنقل هو نقل الأشخاص وليس نقل المركبات و بأقصر وقت وأقل كلفة وأكثر

     سلاسة وانسيابية  .

14- عند التخطيط لإنشاء وتوسع المدن فإن الشكل الهندسي المعتمد لمخطط المدينة يؤثر بشكل كبير على تنميتها

     المستدامة ( يفضل الأشكال المتطاولة ) .

15- الاقلال من ارتفاع الردميات في بداية ونهاية الجسور إلى الحد الأدنى ( خلف الركائز الطرفية ) والاعتماد في  

      الفتحات البديلة على الجوائز مسبقة الصنع .

16- خلال الاطلاع على بعض مقاطع الحفر تحت الطرق المنفذة تبين الاعتماد على الردميات الرملية لطبقات

   الرصف بشكل كبير مع استقرار جيد لهذه الطبقات ( نرى أن ذلك يعود لغزارة المياه السطحية وتوفر المواد ) .

 

 

 

17- خلال الجولات في شوارع بعض المدن تبين أن الطرق المنفذة سابقاً كانت تعتمد على طبقة رصف سطحية

     بيتونية بينما الطرق المنفذة حديثاً تعتمد على طبقة الرصف بالمجبول الاسفلتي .

     ( توفر الاسمنت وقلة الاسفلت إضافة إلى عيوب الفواصل وصعوبة الصيانة ) .

18- الاعتماد بشكل كبير على حجر الغرانيت في اكساءات الأرصفة والمباني / لتوفره في المنطقة وديمومته / .

19- خلال الجولات الفردية والدخول إلى مواقع التنفيذ لبعض الورش تبين أن التأسيس للمباني والجسور في المنطقة

       يعتمد على الأوتاد مسبقة الصنع المغروزة داخل التربة بالدفع ( الضغط ) للمباني ومصبوبة بالمكان ( غالبا )

       للجسور مع تنفيذ أعمال الحقن ولسرعة الإنجاز توجد حفارة أوتاد على كل قاعدة للجسر على امتداد موقع العمل 

       ( عشرات الحفارات بمسافة حوالي 20 – 40 ) م بين الحفارة والأخرى .

20- وجود نهضة عمرانية كبيرة جداً تعتمد على انشاء الأبراج السكنية حيث تشاهد الأبراج قيد الانشاء في كافة

      المناطق التي تم زيارتها وبارتفاع وسطي 30 ثلاثون طابقاً .

21- اتمتة مراقبة المرور والتحكم والإحصاء للحركة والحمولات .

22- يتم ضبط استثمار الطرق السريعة لاسترجاع كلف التنفيذ من خلال حواجز كل 40 كم تسعى الحكومة حالياً

       لتقليل عددها أو لإلغاء وجودها لتسهيل الحركة واستمرارها مع تأمين البديل .

23- الاهتمام الجيد والمؤتمت لمراكز النقل والتوزيع ( اللوجستي ) للبضائع والشحن السريع .

24- وقد بينوا من خلال تجربتهم أن الكلفة الاجمالية لنقل المواد بالقطارات لمسافات أقل من 500 كم تكون أكبر من

    كلفة النقل بالسيارات لأغلب الحالات / باستثناء المواد التي تنقل من موقع الانتاج إلى موقع الاستهلاك مباشرة /

     بسبب الكلف الإضافية للنقل والتحميل والتفريغ من وإلى محطات القطار إضافة للزمن اللازم لهذه العمليات

    الاضافية  . 

25- كافة المراكز التي تم زيارتها لوحظ اعطائها الحيز الواسع والكافي من المساحة لتأمين كافة الخدمات المطلوبة 

    وسهولة الحركة .

26- الاهتمام باختصاص دراسة علم النفس للنقل والمواصلات وتأثير النقل والمواصلات ونوعية الطرق والممرات

    وخدماتها على نفسية وراحة المواطن وأدائه .

الخلاصة 

مما تقدم نرى أن الخبرات والإنجازات التي تم مشاهدتها تستحق اعطائها الأهمية المناسبة للتعاون والشراكة والاستفادة منها في تنمية وإعادة اعمار سوريا ونقترح  :

1. الاستفادة من التجربة الصينية في التخطيط الشامل والمتكامل لمنظومة النقل والمواصلات والتي ساعدت على التنمية المستدامة .

2. الاستفادة من الخبرات بتنفيذ أنفاق للطرق في سوريا مما يقلل من المسافات ويخفف من الميول الطولية الكبيرة التي تشكل عائق كبير في نقل الحمولات وتسبب الكثير من الحوادث المؤسفة التي تودي بحياة الكثيرين اضافة إلى زيادة كلف النقل واستهلاك المحروقات واهتلاك الآليات وعلى سبيل المثال بين الساحل السوري والداخل وكذلك حول مدينة دمشق مع المحافظة على الطبيعة والبيئة .

3. الاستفادة من التجربة الصينية بالنقل السككي داخل المدن والربط مع الضواحي ومنها على سبيل المثال اعطاء محطة الحجاز الحيز والفضاء الكافي لتقديم كافة الخدمات وتسهيل انسياب وحركة المواطنين وفي حال انشاء أية مراكز خدمية أو اقتصادية أخرى في الموقع دراسة امكانية استيعاب الحركة وتدفق المواطنين من وإلى المنطقة والربط فيما بينها  .

4. قيام وفود مختصة من الشركات الإنشائية العامة في سوريا بزيارة المشاريع قيد التنفيذ في جمهورية الصين الشعبية والإطلاع على :

- مخططاتها والمواصفات التي يتم العمل فيها .

- حلولها الهندسية .

- المعدات والتجهيزات المستخدمة في التنفيذ وأدائها .

- الخدمات المرجوة من هذه المشاريع .

5. الاطلاع بشكل ميداني على الآليات والتجهيزات التي قد توفرها الصين الشعبية لحاجة شركاتنا الانشائية وتقييم هذه الآليات والمعدات من خلال الاطلاع على ادائها في مواقع عملها وخاصة غير المتوفر منها في القطر حيث يتم العمل في تنفيذ شبكات واسعة من الطرق السريعة والجسور والأنفاق الطويلة وخطوط النقل السككي ومحطات وخطوط القطار السريع والمترو إضافة إلى آلاف الأبراج السكنية .

6. التوجه للإستفادة من الصخور البازلتية في سوريا والتي تشكل ثروة وطنية في مجالات اقتصادية متعددة .

 من خلال اللقاءات مع المعنيين بترتيب الزيارة والمواقع التي تم زيارتها و المحاضرين و الوفود الأخرى من بلدان متعددة أو البعض في الشوارع والأسواق لوحظ الاهتمام الكبير بالوضع في سوريا والتعاطف معها وكثيراً ما ترددت عبارة حرام ما يحدث ( ما فعلتم ) في سوريا . 

آملين استقرار الوطن وانتصاره والاستفادة قدر الإمكان من التجربة الصينية في هذا المجال وبما يعزز ويطور أعمالنا في سوريا .

                                                                           المهندس عادل يوسف

                                                                        معاون المدير العام

                                                                  للشركة العامة للطرق والجسور